سبحان من قهر عباده بالموت
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم
أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .وبعد سبحان من قهر عباده بالموت ،
وأحياناً
يقهر المرء بالمرض ، وأحياناً يقهر بالفقر ، وقد يقهر بالغنى المطغي ، كان
مستقيماً فانحرف ، هذا قهر أيضاً . الآية الكريمة ولله الأسماء الحسنى
فدعوه بها) والقاهر من أسماء الله الحسنى ، يقهر الجبابرة ، يقهر الظالمين
، يقهر المتجبرين لذلك في بعض الأدعية التي نقرأها كثيراً في قنوت الصلوات
(( الـلـهـم اهـدنا فيمن هـديـت ، وعـافـنـا فيمن عافـيـت ، وتـولـنـا
فـيمن تـولـيـت ، وبـارك لـنـا في ما أعـطـيـت ، وقـنـا واصـرف عنـا شر ما
قـضـيـت ، فإنـك تـقـضـي بالـحـق ولا يـقـضـى عـلـيـك )) . النعمة الأولى
: نعمة الهدى ، ولا نعمة قبلها ، ونعمة الهدى تشبه الرقم واحد ، فإذا أضيف
إليها نعمة الصحة فهي صفر أمامها ، صاروا عشرة فإذا أضيفت نعمة أمامها فهي
صفر آخر ، ويمكن أن تضيف النعم أمام هذا الواحد إلى ما شاء الله ، لكن.
تأكد أن هذه النعمة الأولى نعمة الهدى ، هي الرقم واحد ،دققو فلو حذفته
هذا الرقم لكانت كل النعم الأخرى أصفاراً ، لا قيمة لها . سبحان مَن قهر
عبادَه بالموت : لأن الموت ينهي كل شيء ، ينهي قوة القوي وضعف الضعيف ،
ينهي غنى الغني وفقر الفقير ، ينهي وسامة الوسيم ودمامة الدميم ، ينهي صحة
الصحيح ومرض المريض ،ام الهدى نعمة مستمرة بعد الموت ، وما سوى الهدى نعمة
منقطعة عند الموت وتأكد أن أي نعمة وهبك الله إياها ليس معها الهدى تنتهي
عند الموت ، وليست عطاءً ، لأن كرم الله عز وجل لا يمكن أن يكون بنعمة
منقطعة ، نعم الله الحقيقية مستمرة بعد الموت.. وما هي النعمة التي تأتي
بعد الهدى ؟. الصحة . ((وَعَـافِـنـِي فِـيـمَـنْ عَـافـَيْـتَ )) . وما
من دعاء كان عليه الصلاة والسلام يكثر منه كقوله صلى الله عليه وسلم : ((
اللهم ارزقنا العفو والعافية ، والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا
والآخرة )) . هناك أمراض تجعل حياة الإنسان جحيماً لا يطاق ، وهناك أمراض
لا قيمة للمال معها ، بل لا قيمة لكل النعم المادية معها . فلذلك من أدعية
النبي عليه الصلاة والسلام (( اللهم إنا نعوذ بك من عضال الداء ، ومن
شماتة الأعداء ، ومن السلب بعد العطاء )) والحمد لله رب العالمين ..