[center][size=24][size=24]][size=24]الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين، أما بعد: قال رسول الله : { تنكح المرأة لأربع: لدينها، وجمالها،
ومالها، وحسبها. فاظفر بذات الدين تربت يداك } فركز النبي على ذات الدين؛
لأهميته. والحياء من الدين. وقال رسول الله مخاطباً الشباب: { يا معشر
الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج }، وهذا
فيه حث للشباب على المبادرة إلى الزواج؛ لأنه هو الطريقة الشرعية التي
يمكن من خلالها إلتقاء الجنسين وما يترتب على ذلك من سكن ومحبة ومودة. قال
تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً
لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ
فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الروم:21]
أي فتاة تريد ذلك الشاب الذي تعيش في كفنه ويحقق أحلامها ويكون ذلك الرجل
العاقل صاحب الدين والخلق الذي يحس بهمومها ويتألم بآلامها ويسعى إلى
إسعادها، ويخشى الله فيها. اعلمي يا أخية أن الشاب عندما يريد أن يحقق هذا
المطلب الضروري، لابد له من الطرف الآخر وهي شريكة حياته ورفيقة دربه
المتمسكة بدينها المعتزة به، الرفيع خلقها، تلك الزوجة الودودة الآن، والأم
الحنونة مستقبلاً صاحبة الإحساس المرهف والعواطف الجياشة التي يحيطها
الحياء من كل جانب حتى أنها متى فارقها ذلك الحياء اعتبرت الحياة مفارقة
لها من شدة تمسكها به، فالحياء أمره عظيم ولهذا جميع الرجال على اختلاف
ميولهم واتجاهاتهم يبحثون عن ذات الحياء عند بدء التفكير في الزواج، وكلما
ازداد الحياء عند المرأة كلما زادت الرغبة في الارتباط بها لمن فكر في
الزواج، ويزداد تمسكه بها بعد الزواج، فهو من أقوى العوامل التي تجعل الرجل
يبحث عنك ويطرق بابك ويتمنى أن تكوني شريكة حياته ورفيقة دربه فالحياء
بالنسبة للمرأة كالرائحة الزكية بالنسبة للوردة، كالماء للسمكة متى خرجة
منه هلكت.ولذلك يجب أن تحرص كل فتاة منذ نعومة أظفارها على هذه الصفة
الرائعة الجميلة، وأن تعرض ما يصدر منها سواء كان فعلاً أو كلمة على ميزان
الحياءوكم من فتاة اجتمعت فيها من الصفات الحسنة التي يرغب بها الشاب
المقدم على الزواج الشيء الكثير، ولكن عندما يعلم أن خلق الحياء ضعيف عند
هذه الفتاة، يتراجع عن نيته بالزواج منها فصاحبة الحياء: - متمسكة بدينها
فخورة به. [/font]
][size=24]]اهتماماتها عالية أخروية.
- عدم اغترارها بمظاهر الدنيا البراقة.
- تخشى الله في سرها وعلانيتها.
- تخاف الله بزوجها بقيامها بحقوقه التي عليها.
- تراعي مشاعر زوجها فهي تفرح لفرحه وتحزن لحزنه.
- محتشمه في لبسها ومظهرها ومعتدلة في إنفاقها.
وأما في الآخرة فأعد الله لك من الأجر ما لا رأته عينك ولا سمعته أذنك، ولا
خطر على قلبك، فتمسكي أخيتي بهذا الخلق الجميل، خصوصاً في هذا الزمن الذي
كثرت فيه منابر الإفساد على اختلاف مللها ونحلها، والتي تعمل ليل نهار على
هدم هذا الصرح الشامخ والقلعة الحصينة والسور المتين في كل فتاة مسلمة ألا
وهو الحياء[/[/[/color]