ياسمينة مشرف
عدد الرسائل : 279 العمل: : استاذة لغة إنجليزية القارئ المفضل : ادخل اسم قارئك المفضل عبد الباسط عبد الصمد تاريخ التسجيل : 23/06/2010
| موضوع: سأعصي ولا ابالي....................... الإثنين 13 ديسمبر 2010, 4:38 pm | |
|
تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرا
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
مما يلفت الانتباه ويدهش البال ما نسمعه من مواقف يطلب فيها عون الله ومشيئته وهو منها براء سبحانه، كأن تسمع مقابلة مع أحد الفنانين أو إحدى الفنانات المفسدين والمفسدات تتكلم وتختم كلامها بالحمدلله وإن شاء الله، وآخر بقوله ربنا يوفقني!!!
ومن المواقف المحزنة أن ترى شباب الأمة بدلاً من أن يحملوا همها ورفعها من رقدتها يتهافتون على دور السينما وحفلات الموسيقى وأماكن المجون وكانه الإصرار على المعصية ولسان حالهم يقول نعصيك ولا نبالي
يا من تتعامل بالربا ولازلت مصرّا ........ يا من تشاهد القنوات الساقطة .......... يا من تغرر بالفتيات الغافلات........ يا من تقذف المحصنات الغافلات .... يا من تغتاب وتنهش الأعراض ...... يا من تتبرجين وتجاهرين بمعصية رب السموات .... يا من ألهته المسكرات والمفسدات ..... يا من عق والديه وقطع مع الأرحام الصلات ......
أليس ذلك لسان حالكم إن لم تقرروا التوبة والإنابة إلى الله . ألا تعلم أنك لاقيه لا محالة؟ نعم ستلاقيه لا مفر.
{إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ} [القيامة: 12]
{إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى} [العلق: 8]
فهل استعددت للإجابة أم أنها صعبة معقدة مريرة؟ كلا وربي إنها ليسيرة لمن طلبها من الحي القيوم فتاب وأناب وسكب العبرات وأقام الصلوات ورجع بصدق إلى رب البريات.
{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ} [آل عمران: 135]
وروى البخاري بإسناده عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«الله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلت عنه وعليها طعامه وشرابه فاضطجع في ظلها قد أيِِس من راحلته فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال: من شدة الفرح، اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح»
فقط أعطِ ذهنك دقيقتين من التفكر والتأمل خاصة قبل أن تنام واستشعر أننا مسؤولون وبين يدي ربنا واقفون، تخيل وارسم في ذهنك ماذا يعني ذلك، كيف لنا أن نطيق وماذا أنت فاعل، وما هي إجابتك في ذلك الحين وكيف ستكون؟ ستهرب؟ لا... لا مفر. ستكذب؟ لا... فستنطق الجوارح والأطراف. ستقاوم؟ تقاوم من!!! أنت ضعيف مسكين ذليل قد قيدتك الآثام والذنوب والمعاصي.
{يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ} [الانشقاق: 6]
{وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق: 19]
لكــــن المخرج موجود طالما أن روحك مازالت بين جنباتك. نعم موجود بل الباب مفتوح على مصراعيه وغرغرتك إغلاقه.
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ
الْغَفُورُ الرَّحِيمُ{53} وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ{54}
وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ{55} أَن تَقُولَ
نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ{56} أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي
لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ{57} أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الزمر: 53-58]
وعن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها» رواه مسلم في التوبة (2759)، وأحمد في المسند (19529)،
في حديث أنس أهم الأسباب التي يغفر الله عز وجل بها الذنوب ، فقال صلى الله عليه وسلم ـ ـ قال الله تعالى: «يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئـًا لأتيتك بقرابها مغفرة». رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا فإنه أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية".
قم فاغتسل وتوضأ وصل ركعتين توبة وإنابة إلى الله سبحانه وكن صادقا فيهما وعاهده واطلب منه سبحانه ألا يعيدك إلى ما كنت عليه.
قال الإمام الشافعي رحمه الله عند موته:
ولما قسى قلبي وضاقــت مذاهبـي *** جعلت الرجاء مني لعفوك سلمـا تعـاظمنـي ذنبــــي فلمـــــــا قرنتـــــه *** بعفـوك ربـي كــــان عفوك أعظم
فيا غافلاً تتمادى! غدًا عليك ينادى.
قصة حياتك تنقضي بموتك فلا يذهب معك أحد.
{قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ لَّا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ} [سبأ: 30]
قال تعالى: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ} [النساء: 18]
ذكر الشيخ محمد حسان (في شريط سكرة الموت في سلسلة أحداث النهاية) قصة موت أحدهم ممن هم
في زماننا هذا فيقول:
"كان في مسجدنا شاب معنا فتغيب عنا يوماً ما فسألنا عنه فقيل لنا أن والده قد توفي. فقابلته وسألته
عن قصة موت والده لأذكر بها الناس فقال إنها عجيبة، لقد كان والدي قوي فتي، لم يصب بمرضٍ قط،
وفي يوم وفاته وبعد تناول طعامه أخذ يشعر بألم في معدته، فذهب إلى دورة المياه ونحن نسمع صراخه
وتقيؤه ثم سكت فجأة ففتحنا عليه الباب فوجدنا رأسه في المرحاض وقد فاضت روحه.
يا اللــــه! إنما الأعمال بالخواتيم... فسألته: بالله عليك ماذا كان والدك يفعل في حياته؟ قال: لم يصل لله أبدا. فقلت: لا. اذهب واسأل والدتك ما أمره. فذهب وقال: قالت لي والدتي يا بني لقد كان أبوك يتعامل بالربا فيقرض الألف ويقبضها ألفا وخمسمائة.
فيا الله أكل الحرام في حياته فانظروا ماذا أكل عند موته...!!
فالخاتمة ميراث الأعمال، والقصص كثيرة لا مجال لحصرها، ومن تلكم القصص روى مسؤول في مغسلة
الموتى في المنطقة الشرقية في السعودية عن فتى غسلوه وعمره ثلاثة عشرة سنة ورأوا العجب مما
يبشّر بحسن الخاتمة. فسألت أحد الموجودين: ءأنت أباه؟
فقال: لا أنا إمام مسجدهم، وهذا الفتى من جماعة المسجد، وإن كان للمسجد أربعة أعمدة فهو خامسهم،
كثير الصمت والذكر لله، قليل الكلام. حلم به والده ورأت والدته الرؤيا نفسها متواترة، وقد كان فيها أنه
في حديقة خضراء يعلو رأسه تاج، فقالوا له: ما فعل بك ربك؟
قال: رضي عني وعن والدي ووالدتي وجدتي...
يا الله! شتان بين هذا وذاك.
فعودة إلى ذي بدء، فإن كنت لابدّ مذنبا فلا تجعل سيئتك تتخطاك إلى غيرك فتصبح سيئة جارية تموت
أنت وهي تجري وترفع لك ميزان السيئات.
فوالله إن هذا لهو الخسران المبين.
أخي الحبيب.. إن هذه الخطايا ما سلمنا منها فنحن المذنبون أبناء المذنبين.. ولكن الخطر أن نسمح
للشيطان أن يستثمر ذنوبنا ويرابي في خطيئتنا. أتدري كيف ذلك؟
كمثل المغني الذي مات ولم يتب ولازالت شرائطه وحفلاته تباع وتتداول في الأسواق فتفسد هذا وذاك.
كم هو مسكين خلّ وأخلّ وعاقبته إن لم يرحمه الله خسران مبين. {حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون: 99-100]
فيا أيها المسلم الموحد: عد إلى فطرتك السليمة السوية وتب إلى بارئ السموات والأراضين توبة نصوحًا
تنفعك يوم الدين، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
أخي المسلم: قد أفلح عبد حاسب نفسه اليوم قبل أن يحاسب... وألزمها المحجة قبل الندامة..
فلنستعد ليوم الرحيل.. ولتستكثر من زاد الآخرة.. وإياك والغفلة والتسويف، فيهما أهلك إبليس الخلائق.. وأوردهم النيرانَ | |
|
فيوضات قلب مشرف
عدد الرسائل : 477 العمر : 37 العمل: : أستاذة لغة عربية القارئ المفضل : أحمد العجمى - ماهر المعيقلى - سعد الغامدى تاريخ التسجيل : 26/02/2010
| موضوع: رد: سأعصي ولا ابالي....................... الثلاثاء 14 ديسمبر 2010, 10:04 pm | |
| ولما قسا قلبي وضاقــت مذاهبـي *** جعلت الرجا مني لعفوك سلمـا
تعـاظمنـي ذنبــــي فلمـــــــا قرنتـــــه *** بعفـوك ربـي كــــان عفوك أعظما
اللهم أحسن خاتمتنا
وثبتنا علي الإيمان يا ربنا
ولا تقبضنا إليك إلا وأنت راض عنا
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم | |
|
أبوعمارالأنصاري مشرف
عدد الرسائل : 163 العمر : 31 العمل: : طالب علم القارئ المفضل : سعد الغامدي-ماهرالمعيقلي تاريخ التسجيل : 15/07/2010
| موضوع: رد: سأعصي ولا ابالي....................... الأربعاء 15 ديسمبر 2010, 6:17 am | |
| جزاكم الله خيرا وبارك فيكم | |
|
ياسمينة مشرف
عدد الرسائل : 279 العمل: : استاذة لغة إنجليزية القارئ المفضل : ادخل اسم قارئك المفضل عبد الباسط عبد الصمد تاريخ التسجيل : 23/06/2010
| موضوع: رد: سأعصي ولا ابالي....................... الأربعاء 15 ديسمبر 2010, 12:21 pm | |
| جزاكم الله خيرا على تعليقاتكم | |
|