ويلتف الأحبة حول الشيخ مصطفي وتقوم معركة القراءة في رحاب الأزهر تغلب فيها جمهور المصلين علي المشاغبين المأجورين من قبل شيخ آخر.. وظهرت الدكة والميكروفون ولم يكن قد تبقي علي آذان الظهر إلا عشر دقائق, وبعد صلاة الجمعة التف المصلون حول الشيخ يطلبون المزيد فقرأ بعد الصلاة مباشرة إلي أن أذن بهم للعصر, وبعد صلاة العصر خرج الشيخ مصطفي إلي الطريق وحوله مظاهرة اجتمع فيها ما يقارب ألفا من المصلين واتجهوا إلي محل العجاتي للغداء.
ومن رحاب الأزهر ينطلق الصوت المعجزة إلي كل مكان في العالم لينطبق عليه قول الرسول صلي الله عليه وسلم عندما سئل عن أحسن من يقرأ القرآن فأجاب: من إذا سمعته يقرأ حسبته يخشي الله.. ويقرأ مصطفي إسماعيل في أمريكا وأوروبا وآسيا, ويسمع المسلمون ترتيله في سان فرانسيسكو وباريس ولندن وكوالالمبور وأنقرة وكراتشي واستنبول وطهران ودمشق وبيروت وجميع العواصم العربية.. وتسمعه قبة الصخرة وأركان المسجد الأقصي وساحته وفلسطينه كما سمعت من قبل داوود عندما كان يقرأ يوما في الأسبوع في بيت المقدس فيجتمع لسماعه الإنس والطير والوحش, ويشبه الرسول صلي الله عليه وسلم أبا موسي الأشعري لما أعجبه صوته بقوله: لقد أوتيت مزمارا من مزامير داوود..
وليس أنشط من ميكروفون الإذاعة مندوب الشهرة وقتها ـ قبل التليفزيون وشبكات النت ـ في وضع الموهبة تحت الأضواء, فلم يكد الشيخ مصطفي إسماعيل يسمع في الميكروفون لمدة نصف ساعة أسبوعيا حتي انتهي عصر وبدأ عصر جديد للقارئ القادم من ميت غزال مركز السنطة محافظة الغربية ربيب كتاب الشيخ أبوحشيش وعصاه الغليظة كان فضله كبيرا علينا في حفظ القرآن وتجويده, وأذكر أنني أخطأت يوما في التسميع فهجم علي وعضني في كتفي حتي انبثق الدم, وعدت إلي أمي وقلت لها إن سيدنا عضني, فأحضرت والدتي ترابا ووضعته علي الجرح.. عصر ما بعد الإذاعة الجديد الذي نال فيه مقرئ القرآن ممثلا في الشيخ مصطفي إسماعيل عام1965 في عيد العلم نفس الوسام الذي حصل عليه كل من الدكتور طه حسين وفكري أباظة وأم كلثوم وعبدالوهاب, وفي العام نفسه يعلق له علي صدر الكاكولة تقي الدين صلح ــ رئيس وزراء لبنان وقتها ــ أعلي أوسمة لبنان.. وسام الأرز.. وفي تركيا يستقبله الرئيس فخري كورتورك في القصر الجمهوري ويهديه مصحفا أثريا مكتوبا بماء الذهب, ويحمل الشيخ العبقري وسامين من لبنان أحدهما برتبة ضابط والثاني برتبة كوماندوز, إلي جانب وسام الاستحقاق من سوريا..
انتظروا بقية المقال المنقول عن الاستاذة سناء البيسى
اخوكم ابراهيم السيد بكرى زيتون