أثار تجاور النساء والرجال في صلاة العيد جدلاً بين المصريين، ففي الوقت الذي أجمع فيه عدد كبير
أنه لا يجوز أن يقف الرجل إلى جوار المرأة في الصلاة، رأى آخرون أن الأمر عادي.
واختلفت آراء علماء الدين حول الأمر فمنهم من رفضه تماماً مستنداً على أدلة شرعية،
ومنهم من أجازه للضرورة.
ووصف الشيخ "يوسف البدري" لإحدى الصحف المصرية هذه الصلاة بأنها باطلة، مستنداً إلى
حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول:
(إن خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، خير صفوف النساء آخرها وأشرها أولها).
وأكد "البدري" أن صلاة الرجل بجانب المرأة يعد مخالفاً للسنة، مما يؤدي لبطلان الصلاة نتيجة
لما ينتج من تلامس جسد الرجل بالمرأة.
وأضاف: إن هذه الظاهرة انتشرت مؤخراً بعد محاولات "أمينة" الإنجليزية، أن تؤم الرجل في صلاة الجمعة،
حتى ظهرت تلك الظاهرة في بلادنا، فتوحدت العادة الخاطئة حاصلة على تأييد عدد قليل من رجال الدين.
وأوضح أن مثل هذه الصلاة باطلة حتى وإن كان الرجل يقف بجوار زوجته.
وقال المفكر الإسلامي "جمال البنا": إن الرسول لم يمنع النساء من الخروج لصلاة العيد،
مشيراً إلى أنه لا يجد مانعاً من خروج الرجال والأطفال والنساء لحضور صلاة العيد في الخلاء.
وأضاف: إنه يجب التيسير الدائم في كل الأمور، لأن صلاة العيد في أصلها أن تكون في الخلاء،
فضلاً عن أنه لا يوجد مسجد يتسع لجميع المصلين حتى يتم تنظيمهم.
وقال: إنه يجب العودة إلى الأصل في الأيام العادية ومنع تجاور الرجال والنساء في الصلاة.
وقال إمام احد المساجد بالقاهرة: إن الحكم الشرعي في الصلاة أن تقف المرأة في الصفوف الخلفية للرجال،
الذين يجب أن يتقدموا صفوف الصلاة، وذلك حتى لا يكون هناك حرج أو احتكاك بين الرجل والمرأة
في الصلاة، خاصة في مرحلة السجود.
وأضاف: إنه لا يجوز جوار المرأة للرجل في أي صلاة، حتى لو كانت صلاة العيد، بالرغم من أنه من المحبب
خروج كل البيت إلى الصلاة في المسجد، تعبيراً عن فرحة قدوم العيد.
وبيّن أنه من المباح أيضاً خروج المرأة الحائض لصلاة العيد، ولكن يجب أن تلتزم النساء بقواعد
الصلاة السليمة، وأن يحتفظوا بأماكنهم في الصفوف الخلفية.
وكان عدد كبير من الرجال والنساء تجاوروا في صلاة العيد بساحة مسجد "مصطفى محمود"
الذي يقع بمنطقة "المهندسين" غرب "القاهرة"، وحاول مسؤولو المسجد منع الاختلاط بعد تخصيص
الجهة اليسرى من المسجد مصلى للسيدات،
ودعا إمام المسجد النساء إلى التوجه إلى الصوان المخصص لهن،
لكن ما حدث جاء عكس تنبيه المسجد.