هذه بعض أبيات قصيدة العظمة للدكتور عائض القرني حفظه الله
تعاليت عمن شبهوك وقدست صفاتك يا من جوده لا يغيب
تباركت يا من أنزل الغيث والهدي فذكرك للأرواح أحلي وأطيب
فأنت الذي في الغار أمنت أحمد وخيبت أهل الشرك حين تحزبوا
فأوليته نصرا عزيزا مؤزرا وصار حديث الدهر يقرا ويكتب
وسلمت ابراهيم والنار أوقدت وصار سلاما حرها المتلهب
وأيدت موسي اذ قصمت عدوه وقد كان في دنياه يلهو ويلعب
وأنت الذي اوي ابن مريم سالما وكل عداه مبغض ومؤلب
وأنت الذي أنجيت في الحوت يونس وقد فر من أوطانه وهو مغضب
فيا ملكا قد طبق الكون ملكه وخرت له الأجسام رأس ومنكب
سألناك لا تغضب علينا وعافنا فيا رب انا من عذابك نرهب
غني لو أن الخلق جاؤوه كلهم وكل له شكوي وسؤل ومطلب
لأغناهم من واسع الجود والعطا ولو أكثروا مما أرادوا وأطنبوا
قوي اذا ما شاء أمرا أتمه عليهم فلا يخفي عليه المغيب
عظيم له الاملاك تعنو مهابة رحيم فلا يقنط من العفو مذنب
هو القادر العالي علي كل خلقه حمي كل ملك دونه متذبذب
حليم يؤم المخطئون رحابه فرحمته كبري وجدواه أرحب
فأعداؤه يرجون منه نواله وقد أعرضوا عن دينه وتنكبوا
تعالي عن الأنداد ليس كمثله وجل عن الاضداد رحماه أقرب
له ذلنا والكبرياء رداؤه يسبحه طفل وكهل وأشيب
هو الحي والأحياء موتي ومجده عظيم ومجد الهالكين سيخرب
دعاه رجال الغار والكرب حاضر ووجه المنايا فيه والليل غيهب
ففرج عنهم كربهم وأغاثهم وكربهم يزداد هولا ويصعب
وسلم أهل الكهف من مكر قومهم حديثهم من كل ما قيل اعجب
وقال لموسي:اذهب لفرعون قل له تطاولت يا هذا الشقي المكذب
وقولا له قولا رقيقا لينا لعل أبا الطغيان في الأرض يرهب
وباسمك أجري بالعصا الماء صافيا وقال لهم هذا من الله فاشربوا
وجاءك سفاك يخضب سيفه دما مائة بل هم من السيف خضبوا
وجاءتك من باءت باثم وذلة فطهرها المختار والروح تسلب
فألبستها ثوبا من الحلم واسعا كتوبة سبعين تجنوا وأذنبوا
من العدل الا أنت يا خير حاكم من الحق الا أنت حقك أوجب
وضعنا لترضي الوجه في الطين سجدا وليس لنا في غير ساحك مطلب
أفي الخلق خير كي يرجي صنيعهم وما فيهم الا ختول وأجرب
هم الضعف والخذلان والفقر والضنا ولو حشدوا في النائبات وأجلبوا
وهم غاية التقصير والجهل والخطا وبرقهم يوم المخيلة خلب
ونحن قصدنا جاهكم ورحابكم لترضي ولو أن البرية تغضب