هو الرسول فصغ للشعر أوزانا ....... وغنِّها نشوة الأفراح ألحانا
ويا حروف القوافي صوِّري ولعاً ....... أجاد في لغة الأرواح تِبيانا
خيرَ البرية نظمي ينزوي خجلا ....... عن السموِّ إلى علياك حسرانا
لكن ذكرك طبٌّ أستطبُّ به ....... ليصبح الجدب بعد الذكر ريانا
يا رحمة مرسلا للناس كلِّهِمِ ....... قد فضت حبَّاً عميقا عم أكوانا
كنت البشيرَ النذيرَ المصطفى شرفاً ....... تقيم للحق والأخلاق بنيانا
بطحاءُ مكةَ والصحراءُ ما عرفت ....... فخرا ونصرا وتوفيقا وإيمانا
إلا انتسابا إلى ما قد بُعِثْتَ به ....... أكرم بها نسبة يا خير من كانا
وفي المدينة فاح العطر وانتشرت ....... أعباقه فتغنى الطير جذلانا
أقمت للدين والقرآنِ دولتَهُ ....... أعليت للحق أركانا وأركانا
وصحبك الغرُّ ما تاهت ركابهمُ ....... في الدربِ، جاؤوا زُرافاتٍ ووِحدانا
تركتهم وخيول النصر جامحة ....... تحوِّل الأرض للإسلام أوطانا
تركتهم ورباط الله يجمعهم ....... كانوا على الخير أنصارا وأعوانا
واليوم يا ويح نفسي أمتي تركت ....... هداه فاستأخرت في الركب أزمانا
كنا الأعزة لا تفرى عزيمتُنا ....... واليوم صرنا لِسِفْرِ الذلِّ عنوانا
لقد ذللنا فصار الغرب يحكمنا ....... يذيقنا من صنوف البغي ألوانا
وصار فينا لفكر الغرب شرذمة ....... به تقود مفاليسا وعميانا
لو أصبح الهمُّ للإسلام يشغلنا ....... لما تجرأ بالبهتان أعدانا
قد هيأوا لرسوم الكفر محبرة ....... تسيل سما وأدرانا وطغيانا
تمالؤوا في عداء سافر وقح ....... وقدموا الكفر للشيطان قربانا
تبرأوا من أساس الخير ويلهم ....... وشوَّهوا فطرة الإنسان إمعانا
شُذَّاذُُ رأيٍ وأفكارٍ ملاحدةٌ ....... همُ البلاءُ يعمَُ اليومَ أكوانا
يا أمتي فاكسري طوقا حبست به ....... وفجّري من عميق القلب بركانا
وأشعلي غضبة لله صادقة ....... تكون للحب والتصديق برهانا
وعبِّري ببيان صادق لجب ....... بأنّ نصر رسول الله مهوانا
تفديك أرواحنا يا خير من وطئت ....... أقدامه الأرض سلطانا وربّانا
تفديك أرواحنا في الله نرخصها ....... ويملأ الشوق أعطافا وأردانا
حتى نعلِّم ذي الدنيا بأن لنا ....... رسولَ حبٍّ نُفدِّيه بأحشانا
نمضي على العهد لا نرضى مساومة ....... نصون للدين أركانا وبنيانا
نعيش في هذه الدنيا على أمل ....... بأن يكون إلى الفردوس مثوانا
هناك نلقى حبيب الله مبتسما ....... فيكمل السعد مِعطارا ومزدانا