أن يكون طفلك مريضاً بالفشل
الكلوى فهى مأساة يدفع ثمنها الأب والأم اللذان يبكيان دما فى كل مرة يغسل
فيها الابن كليتيه، ولكن المأساة الأكبر أن يكون المستشفى الذى يجرى فيه
عملية الغسيل غير أمين عليه وعلى المرضى الذين يشاركونه المرض. داخل قسم
«الكلى الصناعى» فى مستشفى الأطفال الجامعى فى الزقازيق، وتحديدا فى العنبر
الخاص بالغسيل الكلوى. صباح إبراهيم أحمد، والدة الطفل رشاد السيد محمد
(12عاما)، كل معاناتها تتمثل فى أنها لا تجد ممرضة فى القسم لتركيب خراطيم
لابنها أثناء عملية الغسيل. وأكدت صباح أن الدكتورة دعاء مصطفى توفيق،
رئيسة القسم، نبهت على الممرضات بعدم إجراء أى غسيل لأى طفل قبل دفع 200
جنيه شهريا لشراء أجهزة وريد وخراطيم. وأكدت الحاجة أم أنوار، والدة الطفلة
المريضة أنوار عبدالستار، أن رئيسة القسم أصدرت تعليمات أخرى للممرضات
بعدم إجراء أى عملية غسيل إلا بعد أن يحضر أهل المريض 3 زجاجات كلور و5
زجاجات مبيد حشرى وكيلو منظف صناعى و2 مقشة و2مساحة، رغم تأكيدها أنهم
يشترون أسبوعيا دماً وبلازما لأبنائهم على نفقتهم الخاصة. الغريب أن معظم
السيدات المتابعات لحالات أبنائهن ومنهن أم أمينة وأم أحمد إسماعيل وأم
أحمد فرج أكدن أن رئيسة القسم طردت حالتين لم يستطعا دفع المصروفات
المطلوبة للنظافة وبعض الأدوية التى تجاوزت 150 جنيها كل أسبوع، وهما سمر
حسن عبدالبديع وهبة إبراهيم محمد، حيث حولتهما إجباريا إلى مستشفى «منيا
القمح».
الدكتورة دعاء مصطفى، رئيسة
القسم، قالت لـ«المصرى اليوم»: إن مبلغ الـ200 جنيه قيمة الأشعة والتحاليل
شهرياً، وقصة المنظفات والمبيدات ماعرفش عنها حاجة فهى مسألة إدارية..
وأكدت أن بعض الحالات التى تقوم بتحويلها معها قرارات علاج على نفقة الدولة
وليست حالات تأمين، مؤكدة أن الدكتور خالد عبدالبارى، رئيس مجلس إدارة
المستشفيات، أصدر تعليمات بعدم قبول أو استمرار أى حالات علاج على نفقة
الدولة فى القسم وتحويلها إلى أى مستشفى آخر. وقالت: طلبت من رئيس مجلس
الإدارة أكثر من مرة توفير تمريض ولم يفعل شيئاً وكل ما يقوله لى: «خفى
الضغط عندك».
الدكتور خالد عبدالبارى، رئيس
مجلس الإدارة، قال: تعليماتى كانت واضحة بعدم قبول حالات جديدة من العلاج
على نفقة الدولة لعدم توافر مكان لهم أما الحالات الموجودة بالفعل فتبقى
كما هى ولم أطلب طردها، مشيرا إلى أن مستشفيات الجامعة بالكامل تعانى من
نقص فى التمريض.