أبوعمارالأنصاري مشرف
عدد الرسائل : 163 العمر : 31 العمل: : طالب علم القارئ المفضل : سعد الغامدي-ماهرالمعيقلي تاريخ التسجيل : 15/07/2010
| موضوع: قصة مريم بنت صالح بن عبد الله المبارك رحمها الله الثلاثاء 21 سبتمبر 2010, 4:59 pm | |
| قصة مريم بنت صالح بن عبد الله المبارك رحمها الله
من سكان حي المبرز بمنطقة الأحساء بالمملكة العربية السعودية، وهي ممن اهتدى لمذهب أهل السنة والجماعة بعد سبعين عاماً من البدعة.
يحكي لنا قصتها أحد أبنائها فيقول:
لأمي حكاية طويلة مع التضحية والابتلاء والصبر، لها حكاية مع التعصب لما تعتقد والدفاع عنه، سأحكي هذه الحكاية بشيء من الاختصار لعل فيها ما يفيد.
أمي وقصة الابتلاء:
كان أبي وأمي من أسرة فقيرة لا تملك من حطام الدنيا شيئاً، عاشا في بيت صغير تملكه أمي، أنجبا ولدين وبنتين هما أنا وأخي وشقيقتاي، عاشت أمي وأبي في صراع مع الفقر والحاجة سنوات وسنوات، وفي هذه الظروف الصعبة تبتلى أمي بوفاة أبي، فثقل الحمل عليها، فهي أصبحت العائل الوحيد لهذه الأسرة، فزاد الألم ألماً وزاد الفقر فقراً، في هذه الظروف المأساوية تنبري أمي لتحمل العبء لوحدها فلا مال ولا عائل ولا معين إلا الله.
وبعد سنوات من المعاناة مع الفقر والحاجة وفقد المعين تبتلى أمي بفقد بصرها، ولكم أن تتخيلوا مدى المأساة التي تعيشها هذه المرأة، ما زلت أتذكر صراخ أمي بعد أسبوع من فقدها البصر بسبب الماء الحار الذي انسكب عليها في المطبخ وهي تحاول صنع الطعام لنا، مرت أيام وليال فيها صنوف من الألم والمعاناة لنا جميعاً، بعد أسابيع تأقلمت أمي مع وضعها الجديد وإن كان وضعاً صعباً لا يحتمل، كنا نقتات على بقايا طعام الجيران، أو ما تجود به أيدي أهل الخير.
كان البيت الذي تملكه أمي في حي قديم ذو غالبية شيعية، عاشت أمي فيه كسائر نساء هذا الحي تحرص على المشاركة في كل المناسبات الدينية، حتى إنها قبل تلك المناسبات بليلة أو ليلتين توصي من يأتيها ليصطحبها إلى المأتم الفلاني أو المولد الفلاني، حباً لآل البيت وحرصاً على الطعام والشراب الذي تجده في هذه المناسبات، والذي يعد من أعظم عوامل جذب الفقراء والمساكين لهذه المناسبات، ومع تعاقب هذه المآتم والموالد التي لا يخلوا منها أسبوع وتكرارها لمواضيع محددة هي (معاجز آل البيت - مظلومية آل البيت - عداء أهل السنة لآل البيت) أصبحت أمي من أكثر الناس تعصباً لتلك المفاهيم وتعلقاً بآل البيت .
فهي ترى أن آل البيت بيدهم قدرات خارقة بها يشفون المرضى، وبها يفرجون الكرب، وبها يجيبون الدعاء، ولو قدر لك أن تدخل بيتنا فسترى الجدران قد امتلأت بصور مزعومة لآل البيت، هذه صورة علي، وتلك صورة العباس، وهناك صورة الحسين، كل هذا لاعتقادها أن هذه الصور تجلب البركة وتطرد الشر والضرر، إن مرض أحدنا أذابت شيئاً من تربة الحسين في ماء ليشربه طلباً للشفاء، أو ربطت تميمة فيها أسماء الأئمة، كانت أمي لا ترضى لنا بمصاحبة أهل السنة وتحذرنا منهم، وتذكر القصص التي تبين كرههم لآل البيت.
المواجهة:
في يوم من أيام شهر صفر عام عشرين وأربعمائة وألف للهجرة، زارتنا شقيقتي الكبرى وأخبرت أمي أن أحد أبنائها تسنن مع زوجته، فغضبت أمي غضباً شديداً، ووبخت أختي لسماحها لابنها بالتسنن، قالت شقيقتي: نحن لم نسمح له بالتسنن، بل حاولنا أن نمنعه بشتى الطرق لكن لا فائدة، ولهذا قام أبوه بطرده من البيت ومنعه من دخوله ومن زيارة إخوانه، ونحن ما زلنا نحاول معه لعله يرجع عن رأيه. قالت أمي أذهبوا به للمشايخ.
قالت شقيقتي: جئنا له بأكثر من شيخ لكنهم لم يستطيعوا إقناعه.
في اليوم الثاني طلبت مني أمي أن نتوجه لبيت شقيقتي لعلها تلتقي بحفيدها وتحاول إقناعه بالعدول عن رأيه، وصلنا البيت فلم نجد حفيدها هناك، قالت أمي لشقيقتي: اتصلي به لعله يأتي. وبعد قليل جاء ابن أختي فلم تسلم عليه أمي ولم تكشف وجهها له، عاتبها حفيدها قائلاً: يا جدتي! لم أكفر، لماذا كل هذا العداء لي؟ لم أفعل شيئاً! قالت: أصبحت ناصبياً كافراً ولا يجوز لي ولا لأمك ولا لأخواتك أن نكشف عندك.
استمر الجدل بين أمي وحفيدها فترة طويلة لم يصلا فيه إلى نتيجة، هاجمت أمي حفيدها بقوة، فمرة تهدد ومرة تحذر ومرة ترجو وتتوسل، ومرة تتخوف من الفضيحة إذا علم الناس، خرجت أمي وهي تهدد حفيدها بانتقام آل البيت منه، حاولت أمي مع حفيدها أكثر من مرة لكنها لم تستطع إقناعه بالعدول عن رأيه.
بعد فترة فوجئت أمي أن حفيدها قد استطاع التأثير على شقيقتي وزوجها وإخوانه، وأقنعهم بالتسنن فتسننوا جميعاً، اشتد غضب أمي، فقمنا بزيارة بيت شقيقتي ودار الحوار المعتاد توبيخ وتهديد ووعيد، مرة تخاطب أختي ومرة تخاطب زوجها، يستمر الجدال ساعة أو ساعتين وترتفع الأصوات، وبعد فترة ننصرف دون نتيجة.
هجرت أمي بيت بنتها أشهراً ثم عادت لزيارتهم.
التحول الكبير في حياة أمي:
تغيرت الأمور كثيراً في حياة أمي، فأصبحت لا تنكر على شقيقتي وأبنائها عندما تزورهم بين الفترة والأخرى، بذلت شقيقتي جهداً كبيراً لتلطيف موقف أمي وإقناعها أنها لم ترتكب جرماً، وأنها لا تزال تحب آل البيت، ولكن حباً معتدلاً لا غلو فيه، وشيئاً فشيئاً بدأت أمي تستمع لشقيقتي وتتساءل عن بعض الأمور أذكر منها:
هل أهل السنة يلعنون آل البيت؟ هل لا بد من أن أترك آل البيت؟ وغير ذلك من التساؤلات التي كانت شقيقتي تجيب عليها، ومن أسئلتها أيضاً: هل سيطهرني أهل السنة بعد تسنني؟
لأنه كان يشاع بشكل واسع أن الذي يتسنن يطهره أهل السنة بكذا وكذا جلدة، قالت شقيقتي: يا أمي! هذه كذبة تنشر لتخويف الناس من التحول إلى مذهب أهل السنة. عندها قررت أمي التحول إلى مذهب أهل السنة والجماعة في شهر رمضان عام اثنتين وعشرين وأربعمائة وألف للهجرة.
جولة جديدة من الابتلاء:
لما علم أهل الحي بتسنن أمي توافدوا عليها للإنكار، لكن أمي قابلت هذا بالصبر والثبات، فلما لم يجدوا منها تجاوباً قاطعوها، بل منعوا عنها فتات الطعام الذي كان يأتيها، وإن خرجت شتموها وأغروا الصغار برجمها.
وبعد أيام قررت أمي بيع بيتها لتبتعد عن هذه الأجواء المشحونة، ذهبت لتسكن بشكل مؤقت مع إحدى شقيقاتي في انتظار بيع البيت والبحث عن بيت آخر في حي آخر | |
|
Admin Admin
عدد الرسائل : 855 العمر : 40 العمل: : --- القارئ المفضل : ------ تاريخ التسجيل : 07/02/2009
| موضوع: رد: قصة مريم بنت صالح بن عبد الله المبارك رحمها الله الأربعاء 22 سبتمبر 2010, 9:09 am | |
| | |
|