لماذا لا تطمح نفوسنا، وتطمع في ان نكون من الصالحين:
من العباد، أو الزهاد، أو العلماء العاملين؟
فضيلة الشيخ / أحمد فريد
بسم الله والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
لمن نترك هذه الدرجات العالية، والقمم الشامخة السامية، قال بعضهم :
ولم أرَ في عيوبي ِالنَّاس عيباً كنقصِ القادرينَ على التََّمامِ
وقال بعضهم :
إذا أعجبتك خصالُ امرءٍ فكنها تكن مثلَ ما أعجبك
فليس على الجواد والمكرماتِ إِذا جئتها حاجبٌ يحجبك
لماذا لا نكون من اصحاب الهمم العالية في الطاعة والعبادة، كمان كان الصحابة رضي الله عنهم، كانوا يسابقون
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكان صلى الله عليه وسلم يواصل - أي يصوم اليومين والثلاثة دون إفطار -
وينهى عن الوصال نهي شفقة وتنزيه، وكان الصحابة يواصلون فإذا نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم قالوا :
إنك تواصل، فيقول صلى الله عليه وسلم
إِنِّي لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ إِنِّي أَبِيتُ لِي مُطْعِمٌ
يُطْعِمُنِي وَسَاقٍ يَسْقِينِي) [البخاري- 4/238]
لها أحاديثُ من ذكراك تشغلها عن الطعام وتُلهيها عن الزاَّدِ
بل من الصحابة رضي الله عنهم من أراد أن يجتهد أجتهاداً أشد من اجتهاده صلى الله عليه وسلم ، ظناً منه ان
النبي صلى الله عليه وسلم لا يحتاج إلى كثير من العبادة لأنه صلى الله عليه وسلم غفر له ما تقدم من ذنبه
وما تاخر، فذهب ثلاثة نفر إلى بيوت أزواجه، وسألو عن عبادته، فكأنهم تقالوها. فقال أحدهم : أما أنا فأصوم ولا
أفطر. وقال الثاني : وأما أنا فأقوم ولا أنام. وقال الثالث : لا أتزوج النساء. فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال : صلى الله عليه وسلم ( أما إن أعلمكم بالله وأتقاكم لله أنا، أما إني لأصوم وأفطر، وأقوم وأنام،
وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني) [البخاري:9/90،89]
فينبغي على العبد ان يكون عالي الهمة، في طلب العلم النافع والعمل الصالح.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إنما العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم، ومن يتحرَّ الخير يعطه، ومن يتوق الشر يوقه) [حسنه الالباني:342].
وقدر شرع الله عز وجل التنافس في درجات الآخرة فقال عزوجل :{ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ } [المطففين:26]
وقال عزوجل : {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ} [الحديد:21]
وقال عزوجل : {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ} [آل عمران:133]
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (سددوا وقاربوا، واستعينوا بالغدوة والروحة، وشيء من الدلجة، والقصد القصد تبلغوا)
وقال بعضهم : إذا رأيت الرجل ينافسك في الدنيا فنافسه في الدين.
وقال بعضهم : إذا استطعت أن لا يسبقك أحدٌ إلى الله عزوجل فافعل.
وقال الله تعالى في الحديث القدسي : صلى الله عليه وسلم ( وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ
فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ )
فكن رجلا قدماه في الثرى وهامته في الثريا.
أشرِكونا في الأجر.. ولا تنسونا من دعائكم