كثيرٌ
منا يعاني..
.. ويتأفف من حياته التي يظنها أصعب حياةٍ في هذا العالم..
وأنه الوحيد الذي يتألم.... فهو يظن نفسه أنه عبارةٌ عن جزيرةٍ معزولةٍ كل
ما يحيط بها هو بحر الهموم والأحزان..
.. ولهذا فهو يقحم نفسه في حياةٍ
طعامها: اليأس...
. وشرابها: ماء الغم.... وألمها: حرمان أملها..... وعملها
مقترنٌ بدموعٍ لا قيمة لها..
.. فهو في رأيه لا مكان له في عالم السعادة
بين أولئك الناس الذين يحيون حياةً لا شقاء فيها ولا آلام وأن حظه التعيس
هو الذي دسّه في غرفةٍ لا نوافذ فيها ولا باب يخرج منها...
. دون أن يعلم
أنَّ إحساسه هو من يفعل به ذلك.
.... وأن شعوره بالإحباط والتشاؤم هو سبب
ألمه لا أكثر....
..
فلا تظن نفسك أنك حبة ترابٍ بين كومة ثلوج..... وأن جميعها تنتظر منك الخروج..
..
ولا تظن نفسك أنك نقطةٌ سوداء في صفحةٍ بيضاء....
.
ولا تحسب أنك المتألم الوحيد في عالمٍ سعيد...
...
ولا تفكر يوماً من الأيام أن التعاسة قد وجدت مكانها في حياتك...
.. بل اعلم أن السعادة قد طردتها أنت بأنفاسك......
فاملأ وقتك الضائع بشيءِ نافع..
... فذلك ينسيك بعضاً من أحزانك ويجعلك تعيش نهاراً ناصع.