هذه القصيدة للدكتور عبدالرحمن العشماوي حفظه الله وهو يتكلم فيها علي لسان المسجد البابري وهو مسجد يقع في
مدينةالهند هدمه هندوسي متعصب أمام أنظار العالم والقصيدة بعنوان
صرخة من المسجد البابري
عبثا دعوت وصحت يا أحرار عبثا لأن قلوبكم أحجار
عبثا لأن عيونكم مسمولة بالوهم تظلم عندها الأنوار
عبثا لأن شؤونكم يا قومنا في الغرب يفتل حبلها وتدار
ولأنكم خشب مسندة فما تدرون ماذا يصنع المنشار
ولأن غاية ما تريد نفوسكم ألا يفارق عرشه الدولار
أما سقوط البابري فحالة مألوفة تجري بها الأقدار
هذي شئون الهند ليس لنا بها شأن وما للمسلمين خيار
يا ويحكم يا مسلمون ماذني تهوي وبيت مؤذني ينهار
ويئن محرابي علي أنقاضه ويموت تحت ركامي الأخيار
سكت الاذان فما سمعت مؤذني تزكو بروعة صوته الأسحار
يا ويحكم يا مسلمون قلوبكم جمدت فليست بالقلوب تثار
أنكرتم الفعل الشنيع بقولكم شكرا لكم لن ينفع الانكار
شكرا علي تنظيم مؤتمراتكم وعلي القرار يصاغ منه قرار
وعلي تعاطفكم فتلك مزية فيكم تصاغ لمدحها الأشعار
أما أنا فلقد رويت حكايتي بشهادة أدلت بها الاثار
أنا مسجد لله مر بساحتي دهر طويل وانطوت أعمار
كم زارني التاريخ زورة عاشق ولكم تجمع عندي الأبرار
بالأمس تمتلئ القلوب مهابة مني وتشرح صدري الأذكار
ويرتل القران بين جوانحي فجوانحي بهدي الكتاب تنار
وتثير اعجاب السحاب ماذني وتحيطني بحنانها الأسوار
كم جاء من يأوي الي فضمه صدري الحنون وزالت الأخطار
واليوم تهدمني معاول غادر ويميتني رشاشه المهذار
واليوم تطلبني العيون فما تري الا الركام يطير منه غبار
هجموا علي وفي القلوب ضغائن مثل الكلاب أصابهن سعار
أصبحت موطئ من يمر ولم تكن بالأمس تبلغ هامتي الأ،ظار
كم مسجد غيري أبيح وقاره ولكم أبيح من الشيوخ وقار
ولكم مطرنا بالرصاص لأننا مستضعفون وما لنا أنصار
قد أهرت منا الدماء وانما يحمي الدماء الصارم البتار
يا ويحكم يا مسلمون نساؤنا يسألن عنكم والدموع غزار
هذي تساق الي سراديب الهوي سوقا وتلك يقودها الجزار
لو أن سائحة من الغرب اشتكت في أرضكم لتحرك الاعصار
أما الصغار فلا تسل عن حالهم مرض وخوف قاتل وحصار
والجوع يصنع ما يشاء فما لهم زاد ودمع عيونهم مدرار
يأتي الشتاء فما يصد بمنزل يؤوي فكيف تصده الأطمار
يا ويحكم يا مسلمون حروفكم زيف تحاك بخيطه الأفكار
وعقولكم مسروقة من حرزها وخيولكم يشقي بها المضمار
يا ويحكم تنسون أن الضعف في وجه العدو مذلة وصغار
هذي هي البلقان يحرق ثوبها عمدا ويهتك عرضها الأشرار
تبكي وأنتم تشربون دموعها وعن الحقائق زاغت الأبصار
هذا هو الأقصي يهود جهرة وببؤسه تتحدث الأخبار
هذا هو الصومال يطحنه الأذي وجموعكم يا مسلمون نثار
ملياركم لا خير فيه كأنما كتبت وراء الواحد الأصفار
ما جرأ الهندوس الا صمتكم ولكم يذل بصمته المغوار
اني أقول وفي ركامي جمرة منها ستعصف بالجناة النار
خابت سياسة أمة غاياتها تحقيق ما يرضي به الكفار
أنتظر تعليقات الاخوة الفضلاء والأخوات الفضليات علي القصيدة
فيوضات قلب